الجمعة، 19 أغسطس 2011

عندما يجتمع الطالب والهاتف النقال




تراهم كل صباح بأعين نصف مفتوحة ذاهبين لمدارسهم…يحملون حقائبهم على ظهورهم..وبأيديهم الهواتف النقالة بمختلف أنواعها وأشكالها…وتتساءل مع نفسك ؟ هل أصبح النقال من ضمن المقررات المدرسية، أم أضحت المدرسة مكاناً للتكلم مع الآخرين ، أم صرح لتلقي العلم والمعرفة….؟؟؟؟؟
فعلاً… طالب المدرسة هذا ، في المرحلة الإعدادية كان أم الثانوية، ما حاجاته استخدام الجوال؟
هل يملك محلاً أو مطعماً أو مشاريع لا يستطيع تأجيلها..!
لكن المنطق يقول أنه لا يتوقع من طالب مدرسي أن يهاتف مكالمات مهمة في هذه المرحلة وهذا السن.
فما حاجة الطالب إلى هذا النقال؟ وكيف يسمح له بحمله في المدرسة؟ وهل هناك قوانين صارمة من التربية والتعليم تمنع حم الهاتف داخل الحرم المدرسي؟؟؟

حجج واهية

ربما لو كتبت في أسباب استخدام ابن المدرسة الإعدادية أو الثانوية للجوال سأجد أنها ظاهرة تتعلق بسوء استخدام هذه التقنيات كغيرها من التكنولوجيا التي(أبدعنا) بها مثل الانترنت، وربما يحمله من قبيل التفاخر أو البحث عن التميز أمام أقرانه من الطلاب، لكن لا يوجد سبب مقنع لأن يدخل إلى المدرسة ومعه الهاتف على الرغم من أن المدرسة لن تمنعه من استخدام هاتفها إذا كان هناك داع ضروري لإجراء المكالمة.
يقول لي أحد الأصدقاء وهو طالب في المرحلة الثانوية ويملك جوال (ماذا أفعل إذا كانت الحصة مملة؟) كلنا مررنا بمرحلة المدرسة… ولكن عانينا من الملل في بعض الحصص، لكن ماذا بوسعنا أن نقوم به إذا الحصة هي أساس العلم ومنهج معروف لولوج الشهادة..؟
إذا وافقنا صديقي على حجته هذه ، فسوف نتوقع من طالب آخر أن يحضر معه ولاعة وبعض الألعاب حتى يقضي هو الآخر على الملل، لكن أيضاً هناك مدارس عديدة تملك أنشطة رائعة، وبالتالي لا حجة لدى الطالب كي يبدي تذمره، كما أنه السبب الرئيس كون الحصة بالنسبة له مملة أو العكس وهذا يعتمد على نشاطه.

من السبب…..؟

صراحة أستغرب هذا الانتشار الكبير للهواتف النقالة بين يدي الطلبة داخل الحرم المدرسي أو غرفة الصف حتى، على الرغم من إصدار التربية والتعليم قوانين تحظر تواجد الهاتف النقال بأيدي أبنائها الطلبة.
الطالب نفسه هو المسؤول الأول عن هذه الظاهرة… فالمدرسة مكان مقدس ينهل منه كل مهتم بالعلم ليحقق أول مهمة في هذه المرحلة وهي الشهادة الثانوية.
لكن منذ متى أَصبحت العملية التعليمية تتعطل لأجل نغمة هاتف أحد الطلاب يريد تشويش زملائه وأستاذه في الصف، وربما أن سبب هذه النغمة طالب آخر في نفس الصف يريد المزاح مع زميله.
أيضاً، إذا كان الطالب يستهين بالمدرسة وهي أم التحصيل الثقافي، فهذا أكبر خطأ سيجنيه طلابنا الفارغين جداً فيما بعد.
إدارة المدرسة والمعلم في غرفة الصف هم السبب الثاني لانتشار هذه الظاهرة، فعندما يستهين المعلم أو المدير بمعاقبة طالب يحمل الجوال… فإنه سيكون دافعاً لعدد من الطلاب بجلب هواتف طالما أن العقاب لن يؤثر عليه أو على هاتفه، وربما يقوم المدير بمصادرته لساعات معدودة وقد تمتد لأيام لكن الطالب في النهاية يستعيده.
يقول أحد المعلمين في ندوة حول هذه القضية(لا يمكننا منع الهاتف النقال من الطلبة سواء كان قسراً أو باللطف خصوصاً المراهقون التي من أهم صفاتهم العناد.) لكن يقترح بتطبيق عقاب  صارم لمن يتجاوز القوانين المعمولة لذلك، بمصادرة الجوال وعرض الطالب على مجلس ضبط يحدد خلاله نوع العقاب الذي قد يصل إلى الفصل من المدرسة، والعمل على وضع هاتف عمومي داخل المدرسة يستخدم للحالات الضرورية(إن نسي كتابته أو هويته أو وظيفته….الخ)
لكن برأيي أعتقد أنه عندما كنا في المدرسة لم نكن بحاجة إلى جوال أو هاتف المدرسة إن نسينا كتاباً أو شيء مهم، لم نكن نملك سوى الرضوخ للعقاب الذي هو في النهاية لصالحنا حتى لا نكرر الخطأ.
الأسرة هي الطرف الثالث في تفشي هذا الوباء بسبب سوء تربية الأبناء ثم يأتي المجتمع وهو الطرف الرابع… فمجتمعنا للأسف يستخدم التكنولوجيا على طريقتين:
1- طريقة ايجابية، والقلة فقط من يستخدمون الأجهزة بصورة سليمة، وهي الطريقة الأصعب.
2- طريقة سلبية، ومعظم الناس يستخدمون الجيد إلى سيئ ويحولون النعمة إلى نقمة وهي الصورة السهلة في تعاملنا لأننا لا نستطيع التحكم بالنفس الأمارة.

كلمة أخيرة

على إدارات المدارس الموجودة هنا وضع حد لهذه الظاهرة التي أوجدتها فئة وجيل ناعم يستحم كثيراً دون عرق أو جهد…..
لن أذكر حلولاً لأنها ستجر الموضوع إلى حيل إدارية وأفكار التفافية لدى هؤلاء الطلاب، لكن أريد التركيز على فكر الطالب نفسه الذي جعله يفعل هكذا تصرفات وسلوكيات لا تليق بمركزه    كـ ابن مدرسة.
التربية والتعليم أيضاً عليها معاقبة كل من الطالب والمدرسة التي تتفشى فيها مشكلة حمل الجوالات من قبل أبنائها.

0 التعليقات:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق